عارف السيد هو فنان فلسطيني من مدينة القدس، يهوى الموسيقى العربية بجميعا اشكالها، فقد ترعرع في عائلة بسيطة تعلم فيها حب الموسيقى والفنون منذ الصغر، وخلال رحلته الموسيقية في مرحلة الشباب ولشغفه في صناعة الآلات الموسيقية وصيانتها واصلاحها، قرر دراسة تصنيع الآلات الموسيقية الوترية الشرقية والغربية.
درس عارف الموسيقى، حيث بدأ رحلته الموسيقية مع آلة الكمان، إلى ان أصبح متعدد المواهب ويعزف على أكثر من آلة موسيقية منها القانون والعود والبزق. جمع عارف بين الموسيقى ومهنة النجارة والتي اشتهرت بها عائلته، إذ تجلى حبه للموسيقى من خلال شغفه بمهنة النجارة والتي من خلالها ولدت فكرة تعلم صناعة الآلات الموسيقية والتي بدأ بها عارف حياته الاكاديمية.
احترف عارف السيد صناعة مختلف الآلات الموسيقية الخشبية الشرقي والغربية، وأصبح اسمه علامة تجارية في السوق الموسيقية الفلسطينية والعربية، كون المشغل ينتج مختلف الآلات الموسيقية المصممة بدقة وبجودة عالية جدا، والمحافظة على طابعها العربي الكلاسيكي وبتصاميم عصرية جذابة. يحرص عارف السيد على ولادة قصة من كل آلة، فكل آلة تخرج من تحت يديه تحكي قصة موسيقية خلابة ملائكية، فالموسيقة لغة الملائكة والشعوب، وعارف هو احد صناع التاريخ الذي يتجلى من خلال هذه الحرفة الضاربة في القدم، والتي تنبثق منها تلك الآلات الموسيقية ذات الصوت العذب والجودة العالية.
التحق عارف السيد بمعهد ” انتونيو سترادي فاري” في أيطاليا في العام 2005، لتبدء رحلته في تعلم صناعة الآلات الموسيقية، حيث تعلم صناعة وترميم آلة الكمان ليحصل على شهادة دبلوم من معهد ” انتونيو سترادي فاري”، و اكمل رحلته بعد ذلك بالألتحاق في جامعة ” تسفيكاو ” الألمانية في العام 2008، للحصول على شهادة البكالوريوس في تصنيع الآلات الوترية بتقنية السحب والنقر، لينتقل بعد ذلك لمدينة اسطنبول التركية للاستزادة في العلم والخبرة، حيث تعرف ودرس على أيدي اهم الصناع الأتراك، ليتبلور ابداعه ونشاطه الفكري في عملية التصنيع والتصليح والصيانة.
افتتح الفنان عارف السيد مشغله في البلدة القديمة في مدينة بيت ساحور في العام 2015، إذ ان جمال وعراقة وتاريخ البلدة القديمة في مدينة الرعاة بيت ساحور شكل الحاضنة الصحيحة والمكان المناسب لافتتاح هذا المشغل الذي يساهم في صناعة الموروث والتاريخ الفلسطيني الثقافي والفني والموسيقي والمهني، إذ يعتبر هذا المشغل الخطوة الأولى لهذا الفنان المقدسي نحو حلمه في افتتاح اكاديمية لتعليم صناعة وترميم الآلات الموسيقية في فلسطين، والتي سيتبعها ولادة جيل جديدة من الموسيقين، يحملون فكراَ ابداعيا مختلفا ونظرة موسيقية مميزة.
منذ ولادة المشغل وإفتتاحه في العام 2015، أنتج العديد من الآلات الموسيقية التي تغطي جميع المستويات، التعليمية منها والإحترافية وبجودة عالية، مما جعل ” مشغل عارف السيد ” اسما معروفا في الوسط الفني الموسيقي الفلسطيني.
اما الإبداع، فذلك قصة أخرى، حيث أبدع عارف السيد في تطوير آلة القانون في شقين:
الشق الأول: تطوير آلة القانون من خلال إيجاد حلول فعالة لمشاكل الصوت والدوزان من حيث النقاء والإستقرار في شخصية الآلة والذي آدى بدوره لولادة آليات وأدوات جديدة من إبتكار عارف نفسيه تساعده في العمل والإنتاج، إلى جانب أبتكار تقنية جديدة من حيث الشكل والأداء في ما يسمى بالعتبات ( أو الأنف ) وهي أحد عناصر آلة القانون التي تلعب دورا كبيرا في استقرار دوزان وصوت الآلة، إلى جانب التحديثات والتطوير الذي أدخله عارف على عُرب الآلة لتوفير نقاء عالي في صوت وأداء الآلة.
الشق الثاني: بناء وتطوير آلة القانون الصغير (Baby Qanoun) للأطفال الصغار من هواة ومحبي الآلة حيث جَنًبهم المعاناة من ثقل آلة القانون بحجمها الكبير والمعروف، إذ تعد آلة القانون للأطفال من اهم ابداعات المشغل والتي تحوي جودة عالية وشكلا أخاذا ونقاء في الصوت وعراقة في التصميم، وتجسد التاريخ العربي الموسيقي والفني لهذه الأيادي الصغيرة، لينطلقوا نحو مستقبل فني موسيقي أكاديمي تعليمي يساهم في خلق جيل خلوق مبدع وخلاق ومثقف من هؤلاء الصغار.